السلام عليكم ورحمه الله
درس من أمريكية أعجبت بموقفها وأحببت أن تعم فائدته عليكن يالغوالي من محبتي لكن
(قدم شاب عربي إلى ولاية أوهايو الأمريكية وكان بصحبة زوجتة المحتشمة المحجبة .. ولكن لمن تمضي إلا أيام حتى انغمرت هذه المرأة في نمط الحياة الغربية، وأعجبت وانبهرت بحرية الفتاة الغربية المزعومة، فألقت غطاء وجهها أولًا، ثم انتهى بها الأمر بخلع الحجاب كاملًا، تبع ذلك لبس بنطال الجينز والقمصان فاقعة اللون، لقد صارت غربية الدم غربية الشكل.
وفي أحد الأيام دخلت هذه المرأة أحد الأسواق، وبينما هي في محل تجاري، إذا بها ترى أمرأة متحجبة حجابًا كاملًا، فسخرت منها وقالت بلهجة متهكمة: حجاب هنا!! دعينا من هذا التخلف، فالتفتت إليها تلك المرأة المتحجبة وقالت باللغة الأنجليزية: عفوًا لا أعرف اللغة التي تتكلمين بها ( أنا أمريكية ... فتعجبت المرأة العربية من لبسها الحجاب .. فقالت المرأة الأمريكية بلهجة واثقة: اسمعي أنا أمريكية عشت والعري والخلاعة أصالة ... وأعرف تمامًا ماذا جلب لنا العري من بلاء .. ولكن أحمد الله أن هداني للأسلام وشرع لي الحجاب ... لقد صار لأجسادنا وذواتنا قيمة ... بعد أن كن ألعوبة للغادين والرائحين ..
افهمي يامسكينة هذا الكلام جيدًا وانتبهي لنفسك، ولا تكوني صورة سيئة عن مسلمات العرب وإنهالت عليها بالنصائح، حتى ذهلت تلك المرأة المتبرجة ... وبدأت تبكي، قال قريبون منها: ظلت اسبوعًا كاملًا لا تخرج من بيتها .. ثم رأيناها تخرج محتشمة بحجابها معتزة بإسلامها ) [ قصص للعفيفات، اعداد القسم العلمي بدار الوطن، ص 9-10].
ماهي هويتك؟
أختي الفتاة المسلمة:
إن تمسك المسلمة بحجابها لهو مظهر من مظاهر التمسك بهويتها وعقيدتها الصحيحة، فإن كل أمة وأصحاب عقيدة مظاهر وخصائص تعبر عن هويتهم التي ينتمون إليها، ونأمل حرص أصحاب الباطل على مظاهر هويتهم المعبرة عن عقائدهم.
( وانظري تمسك اليهود بطاقيتهم الصغيرة الهثيرة، ورسمهم لنجمتهم السداسية في كل محافلهم، تعرفي من ذلك صدق انتمائهم إلى عقيدتهم الفاسدة.
وترى ذلك أيضًا في المتدينين من النصارى الذين يعلقون الصلبان على صدورهم وينقشونه على أيديهم.
أفيليق أن يعتز أمثال هؤلاء بمظاهر ضلالهم، ويستنكف عن ذلك المؤمن، فكيف لا يستمسك المؤمن بصيغة الرحمن التي حبانا بها ربنا جل وعلا: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} [البقرة: 138].
إن الحفاظ على هدينا الظاهر هو آيات الانتساب إلى الهوية الأسلامية، ممثلة في عقيدة التوحيد، وبتمسكنا به نحفظ هذه الهدية من الذوبان، ومن أجل ذلك كان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على ترسيخ عقيدة الولاء والبراء في نفس كل وافد إلى حياة النور، فعلمنا أن نخالف المشركين في سمتهم وهديهم، وفي ملبسهم وعاداتهم.
وما ذلك إلا لأن المشابهة في الهدي الظاهر توجب بعد ذلك المشابهة في الأخلاق والعقائد.
وتأملي حال المفتونين بالحضارة الغربية، ودعاة السير خلف الغرب بكل ما عندهم من طيب وخبيث، تراهم مع ضياع هويتهم الأسلامية يقلدون هؤلاء في ملبسهم وشكلهم وعاداتهم وتقاليدهم، وما ذاك إلا للتلازم الشديد بين الظاهر والباطن، وتأثير صلاح أوفساد أحدهما على صلاح الآخر أو فساده ) [حياة النور، فريد مناع، ص(167-168].
وخذي مثلًا على ذلك زي الحياء والعفاف الذي هو حجاب المرأة المسلمة، وكم من المؤامرات تحاك في الداخل والخارج لمحاربته على غرار مافعلت فرنسا الحرة، بلد النور والحرية كما يسمونها، من منع الفتيات المسلمات من دخول الجامعات الفرنسية وهن يرتدين زيهن الأسلامي.
وتأملي ما قاله ( جلادستون ) رئيس وزراء بريطانيا الأسبق حينما وقف في مجلس العموم البريطاني يقول: ( لن يستقيم حال الشرق مالم يرفع الحجاب من وجه المرأة ويغطى به القرآن ) [من محاضرة للشيخ إبراهيم الدويش بعنوان الفتاة ألم وأمل ].
وانظري إلى انتشار الأزياء والموضات الغربية بين شباب المسلمين وفتياتهم تعرفي سر مسخ الهوية، وضعف الأنتماء للأمة التي يعاني منه هؤلاء الغافلون عن هويتهم.
ادخلو في السلم كافة:
فهذا أمر الله تعالى لعبادة المؤمنين أن يلتزموا بشريعة الاسلام بكل ما فيها، سواء ما يتعلق منها بصلاح الباطن أو صلاح الظاهر على السواء.
واسلامنا ولله الحمد شريعة جامعة ما ترك نبينا صلى الله عليه وسلم ممن شئ يحتاجه المؤمن لصلاح دينه ودنيا إلا وأرشدنا إليه، وترك لنا قواعده التي تضبطه وتحكمه وفق شرع الله تعالى.
الهوية السوية:
(لابد أن تكون حياة الأنسان ذات معنى وهدف ليصبح لهاقيمة وجدية، وكذلك الحال للمراهق، لابد أن تكون له هوية معينة تضبط سلوكة، وهوية المؤمن:
إيمان صاف بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وإيمان بالقدر خيره وشره.
وعبادات على الوجه الشرعي، وسلوك نبيل مستقيم ينبع من الإيمان، والعبادات والنوافل والطاعات، وشخصية المؤمن واضحة المعالم، لاتكون متأرجحة ولا أمعة، بل تنتفع بما تسمع على بصيرة من أمرها، وعلى يقين واضح.
وقد نبه المنهج الأسلامي إلى أن المنهج المتميع يعد عيبًا في الشخص ويجعله في مهب الريح يتجه أنى اتجهت ) [تربية المراهق في رحاب الأسلام، محمد حامد الناصر، خولة درويش، ص 279].
عفوًا .. هل أنت امعة ؟
قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تكونوا امعة، تقولون،: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا انفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا ) [أخرجه الترمذي، انظر تحفة الأحوذي (6/145،146)].
(والأمعة هو الذي تبع كل ناعق ويقول لكل أحد: أنا معك لأنه لا رأي له ولا شخصية ثابتة له، وهو المقلد، الذي يجعل دينة تابعًا لدين غيره، بلا روية ولا تحصيل برهان ) [تحفة الأحوذي (6/145)].
ومن أخطر الأنحرافات التربوية والنفسية ( أن ينشأ المراهق بهوية مضطربة أو متعددة، لأن ذلك يؤدي إلى القلق والشك والصراع النفسي ، فضلًا عن التميع السلوكي والخلقي والأضطراب في القرارات والمواقف التي تبنى عادة على المجاملات والمصالح الشخصية، وليس على المبادئ الثابتة والضوابط الشرعية ) [المراهقون، النغيمشي، ص 160].
فهل أنتي كذلك؟؟؟؟؟؟!